حجرة الألم
ها قد عدت مرة أخرى لحجرة الألم..
ها قد عدت لأطرق أبواب البؤس..
لقد عاد الزمن وزرع في روحي انكسار حلم جديد..
أبحث عن فسحة الأمل ولكن لا أجدها فهي تعدو أمامي ولا أستطيع اللحاق بها..
إن قدري هو العذاب المؤبد في سجن القهر..
وحظي أن تنقش الدنيا حروف الكآبة على لوح عمري..
لقد وعدني حلم ما أن يعينني على هذا الزمان..
وعدني أن يساعدني على نزع أشواك التشاؤم من درب الحياة البائسة..
لقد أقسم أن يكون ملاذي الوحيد..
وأقسم أن يكون الملاك المسامح..
فجأة..!! يذهب هذا الحلم اللازوردي دون أن يودعني..
تركني وحيدة ومتألمة..
إن غيابه أعادني إلى بؤرة الموت الذي كنت أنتظره..
لعنك الله أيتها الدنيا..
فإنك فجأة تحولي السعادة والتفاؤل إلى سراب فاحش..
اعتدت أن أودع ضحكاتي..
واعتدت أن أظل واقفة في محطة الانتظار آملة وصول قاطرة الارتياح..
أعتقد أنه يجب أن أغادر هذه المحطة فما من مقطورة قادمة..
المسافرون على متن القطار هم فقط جروح معطرة بعبق الدموع..
لم يعد قلبي قادراً على استقبال مسافرين جدد..
سأغادر غلى المجهول..
سأذهب إلى محطة أخرى لأستقبل فارسي..
نعم أيها الموت إنك الفارس الذي آمل وصوله..
شكراً لك أيتها الأحلام الوردية..
فقد زينت عمري لبعض اللحظات..
شكراً لك لأنك أعدتِني إلى حقيقتي..
فالزيف هو أن أعيش دون ألم ودون أوجاع..
شكراً لأنك أثقلتِ قلبي المريض بهمٍّ جديد..
أشكرك..علام أشكرك؟؟!!
لا أعرف فهناك الكثير من الأشياء أنا ممتنة لكِ بها..
وداعاً أيتها الحياة..
فإنني سأعود إلى حجرة الألم.