بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ماذا يحدث للروح بعد الموت؟
(روح الكافر)
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: { إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم كفن من النار وحنوط من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده كراهة لما بشرت به وفرارا منه ولكن ملك الموت وقد وكل بقبض الأرواح ينتزعها كما ينتزع الشوك من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها الملائكة في يده طرفة عين حتى يجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كأخبث ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الريح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي يدعى بها في الدنيا حتى يصعد بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له ولكن لاتفتح له السماء بابها ، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)
فيستحيل أن تفتح أبواب السماء لأرواح الكفار، فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجيل في الأرض السفلى فتطرح روحه إلى الأرض طرحا، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
(ومن يشرك بالله فكأنما خرمن السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)
فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيقولان له من ربك فيقول ها ها.... لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول ها ها ... لا أدري فينادي منادي من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبرة حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوئك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث، فيقول ربي لا تقم الساعة (لخوفه مما سيأتي) ، يقول الله تعالى:
(ولعذاب الآخرة أشد و أبقى)". قال الله سبحانه وتعالى: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون*قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون*ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) صدق الله العظيم
(روح المؤمن)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج وتسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء (أي تخرج بسهولة لأنها بشرت بالخير) ،
فيأخذها ملك الموت فإذا أخذها لم يتركها الملائكة في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء ويشيعه مقربوها إلى السماء الثانية وهكذا إلى بقية السماوات فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون (فلان بن فلان) بأحسن أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا حتى تصل إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له من نبيك فيقول هو رسول الله فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي)". قال الله تعالى:
(يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي) صدق الله العظيم،
والنفس المطمئنة هي النفس التي كانت تعشق ذكر الله في الدنيا، وتذكر الله عزوجل ذكرا كثيرا في الدنيا حتى اطمئنت بالله. لذلك فنصيحتي لك هي أن تكثر من ذكر الله مااستطعت لأن ذكر الله هو من أكثر ما سينجيك من عذاب الله في حياتك، وبعد موتك
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك