ان العقل الواعي يشبه الملاح و قائد السفينة الواقف في مقدمتها ، فهو يوجه السفينة و يصدر الأوامر الى طاقم السفينة في غرفة المحركات و الذين يتولون قياس المسافات بين السفينة و السفن الأخرى
فالرجال في غرفة المحركات لا يعرفون أين يتجهون فهم يتبعون الأوامر فقد تصطدم السفينة بالصخور اذا أصدر قائد و ربان السفينة تعليمات خاطئة ، و يطيع العاملون في غرفة المحركات الربان لأنه هو المسؤول و الذي يصدر الأوامر ، فأعضاء طاقم السفيتة لا يراجعون القائد في تعليماته لانه من المفترض أن بكون واثق مما يقوم به .
فقائد السفينة هو ربانها و قراراته تنفذ و بطريقة مماثلة فان عقلك الواعي هو الربان و القائد لسفينتك التي تمثل جسمك و بيئتك و كل شئونك ، و يتلقى عقلك الباطن الأوامر التي يصدرها عقلك الواعي ويقبلها كحقيقة ولا يشكك في الأوامر أو أساس اصدارها .. وعندما تقول لنفسك تكرارآ (أنا لا أستطيع شراء هذا الشي ) عندئذ يقتبس عقلك كلمتك و يعتبرها دليلآ على أنك لن تكون في وضع يسمح بشراء ماتريد ومادمت تصر على قول ( لا أستطيع تحمل ثمن هذه السيارة أو تكاليف تلك الرحلة الى أوربا أو شراء هذا المنزل أو المعطف الفرو ) فانك سوف تكتشف بكل تأكيد أن عقلك الباطن سوف يتبع أوامرك وأنك سوف تمضي حياتك و أنت تعاني من نقص و عوز في جميع الأشياء و سوف تظن أن السبب هو الظروف ولن يخطر ببالك أنك أنت من خلق الظروف بالأفكار السلبية
شاهدت طالبة جامعية حقيبة سفر جذابة و غالية الثمن الى حد ما بأحد المحلات و كانت على وشك أن تقول ( لا أستطيع شراء تلك الحقيبة ) و عندما استرجعت في ذاكرتها شيئآ قد سمعته مني وهو ( لا تنطقي بأي عبارة سلبية و سوف تدهشين مما سيحدث في حياتك ) وأخذت الفتاة تحدق الى الحقيبة و هي تردد عبارة هذه الحقيبة ملكي ، لاحقآ قابلت هذه الفتاة خطيبها في حفل عشاء فخم و معه هدية ملفوفة بأنافة تحت ذراعيه كتمت الفتاة أنفاسها و هي تفتح الهدية و اذ بالحقيبة الجلدية التي رأتها هذا الصباح التي قالت عنها أنها ملكها لقد ملأت عقلها بذلك التوقع ثم حولت الأمر لعقلها الباطن الذي له قوة في تحقيق المعجزات
قالت لي هذه الفتاة ( لم يكن معي نقود لشراء تلك الحقيبة و لكن أعرف الآن أين أجد النقود و كل الأشياء التي أحتاجها و هذا هو الكنز الأبدي بداخلي )