دعم صباح لمسلسل "الشحرورة" لا يعتبر دليلا على نجاحه
القاهرة (ا ف ب) - وصلت الفنانة اللبنانية صباح مساء الاثنين إلى القاهرة التي شهدت انطلاقتها الفنية المبكرة في مصر في منتصف اربعينات القرن الماضي، لحضور حفل دعت إليه الشركة المنتجة لمسلسل "الشحرورة" الذي يتطرق إلى سيرتها الذاتيه من أجل تقديم الدعم له.
استقبلها في المطار عدد من الفنانين المصريين بينهم غادة عادل وهالة صدقي ولقاءالخميسي وحنان مطاوع واللبنانية كارول سماحة التي تقوم بتجسيد شخصية الصبوحة على الشاشة والمطربة الاردنية ديانا كرزون إلى جانب بعض الشخصيات بينهم السفير اللبناني في القاهرة ومنتج المسلسل اللبناني صادق الصباح.
وتأتي هذه الزيارة لتؤكد صباح من خلالها على تأييدها للمسلسل الذي يصور سيرتها الذاتية، ردا على أخبار نشرت في الصحافة تضمنت اعتراضها القائل بأن المسلسل شوه صورتها وتاريخها كما أشارت تلك الاخبار إلى أن الفنانة اللبنانية فيروز سترفع دعوى ضد المسلسل الذي يشوه صورتها وتضامن صباح معها.
وأكدت الفنانة في تصريح مقتضب للصحافة أن "المسلسل قدم صورة عن سيرتها الذاتية إلا أنه ركز على قضايا هامشية وتجاهل قضايا أكثر جوهرية" وهذا ما اعتبره الحضور موافقة من صباح على ما جاء في المسلسل رغم كل الانتقادات.
يشار إلى أن مسلسل "الشحرورة" لأحمد شفيق هو من تأليف فداء الشندويلي، ويأتي ضمن مسلسلات السيرة الذاتية التي تحتمل الكثير من الانتقادات خصوصا للشخصيات التي ما زالت على قيد الحياة أو تلك التي رحلت مؤخرا عن عالمنا وما زالت صورتها محفورة في الوجدان المحلي والعربي.
وقامت كارول سماحة بتأدية دور صباح في المسلسل، إلى جانب عدد من الفنانين الذين كان لهم أثرهم في حياة الفنانة صباح خلال انطلاقتها في القاهرة في الاربعينات. من بين هؤلاء الفنان فريد الأطرش الذي قام بتأدية دوره الفنان المصري ايهاب فهمي والفنان أنور منسي الذي أنجبت منه ابنتها هويدا والذي أدى دوره أسامة أسعد.حتى الآن، لم يثر المسلسل إعجاب النقاد إلى حد كبير وكذلك فإن نسبة مشاهدته مصريا منخفضة مقارنة بغيره من المسلسلات. وبهذا ينضم هذا المسلسل إلى ما سبقه من مسلسلات السيرة الذاتية التي تعرضت لانتقادات لاذعة من قبل النقاد ومن قبل معاصري أحداثها.
ويعرض خلال شهر رمضان الحالي أكثر من مسلسل من مسلسلات السيرة الذاتية بينها الأشهر الى جانب مسلسل "الشحرورة" مسلسل "في حضرة الغياب" لنجدت أنزور من تأليف حسن يوسف ويعرض للسيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. وقد تعرض هذا المسلسل للكثير من الانتقادات من الناحية التاريخية والمضمون.
يضاف إلى ذلك انتقادات موجهة لفراس إبراهيم الذي يقوم بتأدية دور محمود دوريش لعدم كفاءاته الفنية من حيث الأداء من جهة واختصاره إبداعات الشاعر الراحل بما ينسجم مع توجهاته السياسية بحيث ألغى الكثير من المقاطع من قصائد وطنية موجهة ضد أنظمة محددة مثل نظام حافظ الأسد.
كذلك نجد مسلسل "الريان" لشيرين عادل من تأليف محمود البزاوي وحازم الحديدي. فهو تعرض أيضا لانتقادات من قبل أحمد الريان بطل واقعة شركات توظيف الأموال التي نهبت مئات الملايين من الجنيهات من أيدي المصريين، الذي اعتبر أن المسلسل يسيء إليه وإلى عائلاته. ويقوم الفنان خالد صالح بتأدية دوره في هذا المسلسل.
وقد تعرضت حلقات المسلسل الأولى لانتقادات لاذعة لعدم قدرة الفنان خالد صالح على إقناع المشاهدين بأن هذه الشخصية هي أصغر سنا. وهذا ما يحدث دائما في بداية المسلسلات التي قدمها على شاشة التلفزيون.. الظهور بعمر أصغر مما هو عليه. وفي هذا المسلسل قدمته الحلقات الأولى كطالب جامعي، إلا أنه في الحلقات اللاحقة استطاع جذب الجمهور لمشاهدته حتى اعتبره البعض أنه يهدف لتلميع شخصية الريان التي أصبحت كابوسا لاحق عشرات العائلات المصرية التي خسرت أموالها في شركاته لتوظيف الاموال.
ويبدو أن المسلسل الوحيد من مسلسلات السيرة الذاتية الذي لم يتعرض للنقد هو "مشرفة رجل من هذا الزمان" الذي يصور حياة عالم الرياضيات المصري المتميز علي مصطفى مشرفة وعلاقته بثورة 1919 وزعمائها وعلاقاته فيما بعد بزعامات الحركة الوطنية والتنويرية في مصر من القيادات السياسية وصولا الى القيادات الثقافية مثل عميد الادب العربي طه حسين.
فالمسلسل الذي يقوم ببطولته نجم من الصف الثاني في الوسط الفني في مصر أحمد شاكر يصور مرحلة تاريخية إلى جانب تقديم إحدى أبرز الشخصيات العلمية المصرية والعربية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، التي عملت على بناء مساحة للعلوم في الحياة المصرية والعربية.